قال في رجل استثقله:
ربما يثقل الجليس وإن كـا ن خفيفاً في كفة الميزان
كيف لاتحمل الأمانة أرض حملت فوقها أبا سـفـيان
وقال فيه أيضاً:
هل لك في مالي وعرضي معاً وكل مـايمـلـك جـيرانـيه
واذهب إلى أبعد مـاينـتـوي لاردك الـلـه لامـالــيه
ولا يجاريه الا ابو دلامه في السخرية:
فأصاب المهدي الظبي وأصاب علي بن سليمان الكلب فقتلاهما. فقال أبو دلامة:
قد رمى المهدي ظبياً شك بالسهم فـؤاده
وعلي بن سـلـيمـان رمى كلباً فصاده
فهنيئا لهمـا كـل ام رىء يأكــل زاده
قد علقت امرأة، فإذا تكلمت فانظر من هي وأعرفها، فإذا انقضى المجلس وانصرف أهله فاتبعها وكلمها وأعلمها أنني لها محب وأنشدها هذه الأبيات وعرفها أني قلتها فيها: قالوا بمن لا ترى تهذي فقلت لهم
الأذن كالعين توفي القلب ما كان
ما كنت أول مشغوف بـجـارية
يلقى بلقيانها روحـا وريحـانـا
ويروى: هل من دواء لمشغوف بجارية؟
يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة والأذن تعشق قبل العين أحيانا
وقال فيها:
قالت عقيل بن كعب إذ تعلقـهـا قلبي فأضحى به من حبهـا أثـر
أنى ولم ترها تهذي! فقلت لـهـم إن الفؤاد يرى ما لا يرى البصر
أصبحت كالحائم الحران مجتنـبـاً لم يقض ورداً ولا يرجى له صدر
وقال فيها أيضاً- وهو من جيد ما قال فيها-:
يزهدني في حب عبدة مـعـشـر قلوبهم فيها مخـالـفة قـلـبـي
فقلت دعوا قلبي وما اختار وارتض فبالقلب لا بالعين يبصر ذو الحـب
فما تبصر العينان في موضع الهوى ولا تسمع الأذنان إلا من القـلـب
جاءت بنسوة خمس يطلبن شعرا منه ، ينحن فيه على ميت لهن ، فقال : ما أنا بقائل إلا ان تأكلن من طعامي وتشربن من شرابي ، وكانت لديه قناني نبيذ مصفى، وبعد ممانعة أكلن وشربن ، فبلغ ذلك الحسن البصري ، الذي كان يلقب بالقس ، فعاب عليه فعله ، وذمه ، فقال فيه بشار :
لما طلعن من الرقيق ِ
عليّ بالبردان خمسا
وكأنهن أهلــــــــــة
تحت الثياب زففن شمسا
فسألنني من في البيوت
فقلت ما يحوين أنسا
ليت العيون الناظرات
طمسن عنا اليوم طمسا
فأصبن من طرف الحديث
لذاذة وخرجن مُلسا
لولا تعرضهن لي
يا قسّ كنتُ كأنت قسا
أتى رجل مبصر يسأل بشارا الاعمى عن منزل رجل ، فكان كلما أخبره بشار عن موقعه لم يفهم الرجل ذلك ، فاخذه بشار بيده ، وقام يقوده الى منزل الرجل وهو يقول :
أعمى يقود بصيرا لا أبا لكـــــم
قد ضلّ من كانت العميان تهديهِ