" عواشر مبروكة " .. بهذه الجملة يستقبل المغاربة شهر رمضان مهنئين بعضهم البعض و السعادة تملأ عيونهم ، و هي جملة بالدارجة المغربية تعني " أيام مباركة " .للشهر رمضان بالمغرب طعم خاص ، طعم لا يدركه الا من عاشه أو من عاينه . النشاط و الحركة التجارية أشياء لا تنقص المجتمع المغربي في رمضان ، رغم أن الفترة ما بين الفجر و الظهر تعرف فتورا ملحوظا مع خلو الشوارع من المارة و الباعة على السواء .
بعد هذا ، تعرف الأسواق حركة رائجة جدا . " الشباكية " و " البغرير " و السّفوف " قد تكون الكلمات الأكثر ترددا بين الباعة و المشترين ، فهذه الأكلات المغربية هي الأكثر تواجدا على الموائد في هذا الشهر ، فلا غرو من أن تعرف محلاتها اقبالا منقطع النظير .
مائدة الإفطار
تتكون مائدة الإفطار لدى المغاربة من شربة الحساء المعروفة بالحريرة المغربية التي هي الأكلة الرئيسة، مع شباكية والتمر والحليب والبيض،
من جانب آخر ، تعرف المساجد توافدا كبيرا منذ أول يوم مانحة دليلا قويا بأن الشياطين ترفل حقّا في قيودها . كبار، صغار و شباب ، الكل يداوم على الصلاة بالمسجد . و يبقى لصلاة العشاء و ما يليها من تراويح النصيب الأكبر من اقبال المصلين .
.
لم تنجح الساعات بمنبهاتها القوية في ان تجعل " الطبّال " - أو المسحراتي كما يسميه المشارقة – ينقرض . لازالت جل الأحياء ، و ربما كلها ، تهتز تحت ضربات الطبل قبل الفجر بساعتين أو أكثر . و لا أحد يتذمر من ذلك بالطبع .. الكل هاهنا يحب صوت الطبل الذي يهب رمضان نكهته الخاصة . أكيد أنه لا أحد يعتمد على " الطبال " لايقاظه وقت السحور . لكنه هنا ، و الجميع يحبون وجوده .